هل نعرف بعضنا بعضا في السماء
هل نعرف بعضنا بعضا بعد القيامة هل يعرف الأب ابنه والأم أولادها والأخ والديه وإخوته وأقاربه وأصدقاءه
هل نعرف بعضنا بعضا في السماء
كتاب عزاء المؤمنين
- القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس
كثيرون يتساءلون هذا السؤال: هل نعرف بعضنا بعضا بعد القيامة هل يعرف الأب ابنه والأم أولادها والأخ والديه وإخوته وأقاربه وأصدقاءه. إن هذا السؤال مهم، ويتوقف على هذه المعرفة شيء كبير من سعادتنا، إذ فيها كمال لسرورنا في السماء، ولا نعرف أخوتنا وأقاربنا فقط. بل هناك نعرف تماما الأنبياء والرسل والقديسين وكل المشاهير في التاريخ الذين سمعنا أنباءهم أو قرأنا أخبارهم ونحن في هذه الحياة الدنيا.
ومما يؤيد هذه الحقيقة الدلائل الآتية:
1 - إن نفوسنا هي هي، وجواهر أجسامنا تبقى كما كانت، وأن الجسد الذي نقوم به في القيامة هو الجسد الحاضر عينه، حافظا وحدة الهيئة وصفات الذات الظاهرة. فما الذي يمنع إذا معرفتنا بعضنا بعضا؟
2 - إن تلاميذ المسيح عرفوا موسى وإيليا لما ظهرا وقت التجلي على الجبل. لعازر عرف إبراهيم وإبراهيم عرف لعازر والغنى. وما كان من أمر كل منهما في حياته، وعرف ما حدث على الأرض بعد انتقاله وذلك ينتج من قوله للغنى "عندهم موسى والأنبياء" لو (16: 23-30) مع أنه انتقل قبل ذلك بزمن طويل.
وقيل عن الملائكة أنهم يفرحون بخاطئ واحد يتوب لو (15: 10) ففرحهم دليل معرفتهم.
ونفوسنا في السماء لا تكون أقل معرفة من معرفة الملائكة. فان نفوسنا الآن محصورة ضمن الجسد الكثيف الذي يمنعنا من رؤية ومعرفة الأشياء كما هي، ولكن حين نكون في أجساد روحانية لا يوجد ما يحجز عن نفوسنا رؤية ومعرفة كل شيء على حقيقته بل أننا سنعرف أكثر مما نعرف في هذه الحياة، فان معرفتنا هنا قاصرة وإدراكنا ضعيف، ولكننا في السماء سنوهب قوى جديدة كاملة، بها نستطيع أن نعرف كل شيء وندرك ما لا نستطيع إدراكه ونحن على الأرض. قال الرسول "لأننا نعلم بعض العلم ونتنبأ بعض التنبؤ، ولكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو بعض، لما كنت طفلًا كطفل كنت أتكلم، وكطفل كنت أفطن وطفل كنت أفتكر ولكن لما صرت رجلا أبطلت ما للطفل، فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز لكن حينئذ وجها لوجه. الآن أعرف بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عرفت " 1كو (13: 9-12) وكل ما نعرفه هنا بالنسبة لما يعلن لنا في السماء، ليس إلا كالمصباح نحتاج إليه ليلًا ولا نكترث به عند شروق الشمس عندما نصل "إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح" اف (4: 13) "نعلم أنه إذا ظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو" ايو (3: 2).
3 - قال الرب بأننا سنجلس مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السموات. وهذا يقتضى معرفتهم وإلا فما فائدة جلوسنا معهم. وإذا كنا نعرفهم فلا شك أننا سنعرف غيرهم أيضا ممن يكونون معنا.
4 - لنا وعد بأننا ننال كمال السرور وملء السعادة، وفرحنا لا يتم إذا انقطعت كل صحبة في السماء بيننا وبين الذين نحبهم في هذه الدنيا. فان الإنسان خلق محبا ألوفا. ونفوسنا تميل كل الميل إلى الألفة، والمحبة أعظم عاطفة وأسمى إحساس فينا. وبما إننا سنبقى في السماء كما نحن هنا فلا ريب أن محبتنا ستدوم. بل تكون هناك كاملة بلا نقص ولا ألم ولا فراق. ولا ما يغيرها ويؤثر عليها. وان لم تشبع نفوسنا هناك بالألفة وتتمتع بالمحبة فلماذا وضع الله فينا هذه العاطفة الشريفة إن لم يكن قاصدًا أن يعطيها ما يشبعها ويكفيها فيما بعد، بل أن المحبة هي وحدها التي نحتاجها هناك قال الرسول "المحبة لا تسقط أبدا. وأما النبوات فستبطل والألسنة ستنتهي والعالم فسيبطل" 1كو (13: 8) هناك تبطل النبوات إذ لا حاجة إليها. هناك لا نحتاج إلى الإيمان لأننا سنعاين كل شيء وجها لوجه. هناك ينتهي الرجاء لأننا نحصل على كل ما رجوناه وانتظرناه، وأما المحبة وحدها فتكون كمال سعادتنا، هناك يفوض القلب في بحر حب لا تدركه الألباب ولا يخطر على بال، هناك تتجلى المحبة وتلألأ وكل القلوب الحزينة شعرت وتشعر بأنها ستلتقي بمن فارقت، ولما ندب داود قال: "هل أقدر أن أرده بعد، أنا ذاهب إليه أما هو فلا يرجع إليَّ" (2 صم 12: 23).
5 - إننا في السماء نبقى حاصلين على كمال القوى، والذاكرة من أعظم وأهم هذه القوى، قوة التمييز من ضروريات حالنا الأدبية ونستلزم بقاء الذاكرة وإلا كنا ناقصين لا يبقى للماضي اثر عندنا وندخل السماء جديدة، ولا نذكر شيئا من اختبارنا الماضي، لكن الأمر ليس كذلك، بل أن الذاكرة ستكون هناك قوية، حتى أنها لا تنسى شيئًا مما مضى بل تذكر كل شيء، . هناك نتذكر ما صادفناه من الآلام وما نلناه من المعونة الإلهية. حتى يزداد الشكر لله. نذكر فداءنا وتصرفات الله معنا. وإذا كان الأمر كذلك وبقيت لنا معرفتنا في السماء. فما الذي يمنع من تذكر ومعرفة علاقاتنا الحبيبة وربط الألفة التي كانت تربطنا بالأولاد والجماعات والأصدقاء.
6 - هذه الحقيقة وهى أننا نعرف بعضنا بعضا في السماء ونلتقي بجميع الذين فارقونا كانت موضوع إيمان جميع البشر، وهو أمر مسلم به في الكتاب في العهدين القديم والجديد. فان جميع الآباء صرحوا عند موتهم بأنهم ذاهبون إلى آبائهم.
والخلاصة أننا نحيا بعد الموت حياة حقيقية بقوى الإدراك والتميز. وأن نفوسنا وأجسادنا هي هي. سنعرف هناك كل من كنا نعرفه في هذه الحياة.
ونلتقي بجميع أحبائنا الذين سبقونا. فيا معشر الحزانى: إن الذين تبكونهم هم الآن في خضرة الرب متمتعين بملء المجد في موطن الأمن ومقاصير السعادة: إن الله لم ينقلهم إلى أماكن لا تعلمونها: فهم هناك مع الملائكة ونفوس الأبرار يتمتعون.
وسترونهم وتجتمعون معهم يوما ما وتعرفونهم ويعرفونكم في حياة لا فراق ولا دموع ولا حزن فيها حيث الاجتماع الدائم والمجد الأبدي أمام عرش الله المجيد.
ومما يؤيد هذه الحقيقة الدلائل الآتية:
1 - إن نفوسنا هي هي، وجواهر أجسامنا تبقى كما كانت، وأن الجسد الذي نقوم به في القيامة هو الجسد الحاضر عينه، حافظا وحدة الهيئة وصفات الذات الظاهرة. فما الذي يمنع إذا معرفتنا بعضنا بعضا؟
2 - إن تلاميذ المسيح عرفوا موسى وإيليا لما ظهرا وقت التجلي على الجبل. لعازر عرف إبراهيم وإبراهيم عرف لعازر والغنى. وما كان من أمر كل منهما في حياته، وعرف ما حدث على الأرض بعد انتقاله وذلك ينتج من قوله للغنى "عندهم موسى والأنبياء" لو (16: 23-30) مع أنه انتقل قبل ذلك بزمن طويل.
وقيل عن الملائكة أنهم يفرحون بخاطئ واحد يتوب لو (15: 10) ففرحهم دليل معرفتهم.
ونفوسنا في السماء لا تكون أقل معرفة من معرفة الملائكة. فان نفوسنا الآن محصورة ضمن الجسد الكثيف الذي يمنعنا من رؤية ومعرفة الأشياء كما هي، ولكن حين نكون في أجساد روحانية لا يوجد ما يحجز عن نفوسنا رؤية ومعرفة كل شيء على حقيقته بل أننا سنعرف أكثر مما نعرف في هذه الحياة، فان معرفتنا هنا قاصرة وإدراكنا ضعيف، ولكننا في السماء سنوهب قوى جديدة كاملة، بها نستطيع أن نعرف كل شيء وندرك ما لا نستطيع إدراكه ونحن على الأرض. قال الرسول "لأننا نعلم بعض العلم ونتنبأ بعض التنبؤ، ولكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو بعض، لما كنت طفلًا كطفل كنت أتكلم، وكطفل كنت أفطن وطفل كنت أفتكر ولكن لما صرت رجلا أبطلت ما للطفل، فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز لكن حينئذ وجها لوجه. الآن أعرف بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عرفت " 1كو (13: 9-12) وكل ما نعرفه هنا بالنسبة لما يعلن لنا في السماء، ليس إلا كالمصباح نحتاج إليه ليلًا ولا نكترث به عند شروق الشمس عندما نصل "إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح" اف (4: 13) "نعلم أنه إذا ظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو" ايو (3: 2).
3 - قال الرب بأننا سنجلس مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السموات. وهذا يقتضى معرفتهم وإلا فما فائدة جلوسنا معهم. وإذا كنا نعرفهم فلا شك أننا سنعرف غيرهم أيضا ممن يكونون معنا.
4 - لنا وعد بأننا ننال كمال السرور وملء السعادة، وفرحنا لا يتم إذا انقطعت كل صحبة في السماء بيننا وبين الذين نحبهم في هذه الدنيا. فان الإنسان خلق محبا ألوفا. ونفوسنا تميل كل الميل إلى الألفة، والمحبة أعظم عاطفة وأسمى إحساس فينا. وبما إننا سنبقى في السماء كما نحن هنا فلا ريب أن محبتنا ستدوم. بل تكون هناك كاملة بلا نقص ولا ألم ولا فراق. ولا ما يغيرها ويؤثر عليها. وان لم تشبع نفوسنا هناك بالألفة وتتمتع بالمحبة فلماذا وضع الله فينا هذه العاطفة الشريفة إن لم يكن قاصدًا أن يعطيها ما يشبعها ويكفيها فيما بعد، بل أن المحبة هي وحدها التي نحتاجها هناك قال الرسول "المحبة لا تسقط أبدا. وأما النبوات فستبطل والألسنة ستنتهي والعالم فسيبطل" 1كو (13: 8) هناك تبطل النبوات إذ لا حاجة إليها. هناك لا نحتاج إلى الإيمان لأننا سنعاين كل شيء وجها لوجه. هناك ينتهي الرجاء لأننا نحصل على كل ما رجوناه وانتظرناه، وأما المحبة وحدها فتكون كمال سعادتنا، هناك يفوض القلب في بحر حب لا تدركه الألباب ولا يخطر على بال، هناك تتجلى المحبة وتلألأ وكل القلوب الحزينة شعرت وتشعر بأنها ستلتقي بمن فارقت، ولما ندب داود قال: "هل أقدر أن أرده بعد، أنا ذاهب إليه أما هو فلا يرجع إليَّ" (2 صم 12: 23).
5 - إننا في السماء نبقى حاصلين على كمال القوى، والذاكرة من أعظم وأهم هذه القوى، قوة التمييز من ضروريات حالنا الأدبية ونستلزم بقاء الذاكرة وإلا كنا ناقصين لا يبقى للماضي اثر عندنا وندخل السماء جديدة، ولا نذكر شيئا من اختبارنا الماضي، لكن الأمر ليس كذلك، بل أن الذاكرة ستكون هناك قوية، حتى أنها لا تنسى شيئًا مما مضى بل تذكر كل شيء، . هناك نتذكر ما صادفناه من الآلام وما نلناه من المعونة الإلهية. حتى يزداد الشكر لله. نذكر فداءنا وتصرفات الله معنا. وإذا كان الأمر كذلك وبقيت لنا معرفتنا في السماء. فما الذي يمنع من تذكر ومعرفة علاقاتنا الحبيبة وربط الألفة التي كانت تربطنا بالأولاد والجماعات والأصدقاء.
6 - هذه الحقيقة وهى أننا نعرف بعضنا بعضا في السماء ونلتقي بجميع الذين فارقونا كانت موضوع إيمان جميع البشر، وهو أمر مسلم به في الكتاب في العهدين القديم والجديد. فان جميع الآباء صرحوا عند موتهم بأنهم ذاهبون إلى آبائهم.
والخلاصة أننا نحيا بعد الموت حياة حقيقية بقوى الإدراك والتميز. وأن نفوسنا وأجسادنا هي هي. سنعرف هناك كل من كنا نعرفه في هذه الحياة.
ونلتقي بجميع أحبائنا الذين سبقونا. فيا معشر الحزانى: إن الذين تبكونهم هم الآن في خضرة الرب متمتعين بملء المجد في موطن الأمن ومقاصير السعادة: إن الله لم ينقلهم إلى أماكن لا تعلمونها: فهم هناك مع الملائكة ونفوس الأبرار يتمتعون.
وسترونهم وتجتمعون معهم يوما ما وتعرفونهم ويعرفونكم في حياة لا فراق ولا دموع ولا حزن فيها حيث الاجتماع الدائم والمجد الأبدي أمام عرش الله المجيد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق