منى زكي وأحمد حلمي
نقلا عن التحرير
بالصور القصة الكاملة لمرض النجمين أحمد حلمي ومني زكيأحمد حلمي هو الفنان الوحيد بين نجوم الكوميديا الذى استطاع أن يقهر العدو الشرس الرابض بداخله، والذى يقول له أنت لا تحتاج إلى كاتب ولا مخرج.. أنت الفيلم والفيلم أنت، الوحش دائما داخل النجم.. و«حلمى» قهر الوحش وسيقهر تمامًا الوحش الآخر، ليعود إلينا صانع بهجة البيت المصرى لثلاثة أجيال، الأحفاد والآباء والجدود، سلامتك يا أبو سليم!
لم يشهد الوسط الفنى والجمهور حالة من الفزع والهلع على نجم بمثل هذه القوة منذ سنوات طويلة، وتحديدًا منذ صدمة إعلان إصابة النجم الكبير أحمد زكي بمرض سرطان الرئة.
مرض النجم أحمد حلمي الذى تصل جماهيرته إلى ملايين فى الدول العربية أصاب الجميع بصدمة، ولم يكن هناك حديث خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلا عن مرضه بالسرطان، ما أدي إلى أن يجن جنون الجميع جمهورًا وفنانين وزملاء عمل لحلمي وأصدقاء وأقارب.
تامر حبيب:حلمي رفض الإعلان عن مرضه لأنه يعلم أنها صدمة كبيرة قد تفزع الناس
ورغم التكتم الشديد على حالة حلمي فإن الصديق الأقرب إلى العائلة السيناريست تامر حبيب، وبعد فترة نفي وصمت طويل بناء على رغبة حلمي وزوجته النجمة منى زكي، تحدث إلى «التحرير» عن القصة الكاملة لمرض النجمين بكل تفاصيلها.
تامر قال «فى البداية أعتذر عن الإنكار فى ما سبق، وأعتذر عن النفى لأنى عاهدت منى وحلمى على ذلك، خصوصا حلمى الذى رفض الإفصاح عن مرضه حتى لعائلته، وعلى رأسهم والدته التى عرفت الخبر أمس فقط، وأصيبت بحالة من الهلع أيضا، كان يفضل حلمى أن يتجنبها الجميع سواء العائلة أو الأصدقاء أو جمهوره، لأنه يعلم أن هناك صدمة كبيرة قد تفزع الناس، كما أنه لا يريد أن يشعر بأى إحساس من نوعية الشفقة أو (يصعب على حد)، وكان قد قرر أن يعلن بنفسه الخبر بعد تعافيه تماما من المرض ومرور الأزمة بسلام».
حبيب: منى تعانى من فيروس نادر فى المناعة.. وكانت أمام خيارين: التضحية بالجنين أو العلاج بأدوية ضعيفة وتحمُّل الألم
حبيب أضاف «عانى حلمى منذ أشهر من تورم غريب فى كتفه أو بالمعنى الدارج كلكيعة، لم يفهم ما هى، ولم يخف فى البداية، وكان وقتها فى ألمانيا مع زوجته منى زكى التى تعالج أيضا من فيروس نادر يهبط بمستوى المناعة فجأة لدرجة غير متوقعة، وقد يدمر أى جزء فى الجسم، فمثلا من الممكن فجأة أن تجد نفسها لا تتحرك، وهناك حالات صعبة من هذا المرض، وفضّلت منى أن تحتفظ بأسرار مرضها ويتم علاجها فى صمت أيضا، تجنبا للشفقة أو لحدوث هلع بين جمهورها ومحبيها، وكانت منى وقتها قد علمت بخبر حملها فى ابنها سليم، وعانت كثيرا، فور معرفتها بالحمل، علمت أيضا بالمرض، وكان لزاما عليها أن تحصل على أدوية شديدة جدا وصعبة التركيب قد تفقدها جنينها، وكان أمامها خياران إما التضحية بالجنين وإما استخدام بدائل طبية ضعيفة جدًا فى تأثيرها، لكنها لا تضر الحمل أو تقتل الطفل بأحشائها، أو حتى تسبب له أى نوع من التشوهات، وعاشت الأسرة الصغيرة شهورا عصيبة فى ألمانيا للتغلب على العلاج فى أثناء الحمل مع ضعف صحة الأم، وهناك شعر حلمى ببوادر التعب، فقام بعمل فحص طبى كانت نتيجته صدمة مفجعة، ومفاجأة للجميع لم يكن وقتها نفسيا ولا معنويا، لكن قدر الله وما شاء فعل، علم الزوجان بالخبر فسألا عن الطبيب المتخصص فى مثل هذا النوع من الورم الخبيث، الذى سكن منطقة الكتف ونصحهم الأطباء فى ألمانيا بالتوجه إلى أمريكا، وبالتحديد إلى ولاية لوس أنجلوس التى يوجد بها أطباء على أعلى مستوى فى هذا المجال».
حبيب: عادا إلى القاهرة بعد الولادة وسافرا منذ شهر لاقتراب موعد الجراحة فى لوس أنجلوس
السيناريست تامر حبيب أضاف: «غّير الزوجان وجهتهما بعد أن كانا قد قررا أن تضع منى مولودها بألمانيا نظرًا لوجود طبيبها المختص والمعالج لحالتها المرضية، لكن منى أصرت أن تترك ألمانيا ولو على حساب صحتها لتكون إلى جوار حلمي، وبالفعل فحص الأطباء المختصون الحالة، وقرروا أن يتم عمل جراحة، لكن المتخصص فى هذا النوع لم يكن جدول أعماله يسمح بإجرائها بسرعة، وحصل حلمي على موعد فى نوفمبر لإجراء الجراحة، ولهذا استقر الزوجان فى أمريكا، ووضعت مني ابنها سليم، وهى فى حالة انهيار كامل من الناحية النفسية والصحية، وكذلك مر حلمى بفترة عصيبة كان يتعمد فيها أن يبتسم رغم كل آلامه ومخاوفه على زوجته وأولاده، وبعد ولادة سليم عادت منى وحلمي إلى القاهرة وسط حالة التكتم الشديد، حتى يزيل الله الغمة ويرفع البلاء، وهما ينتظران اللطف فى قضاء الله، حتى حان موعد الجراحة منذ أيام، فسافر حلمى وأصرت منى أن تصاحبه لحظة بلحظة، والكارثة أنها لم تستطع اصطحاب ابنهما سليم لصغر سنه، ووجود إجراءات لم تستطع إنهاءها سريعا، فتركته رغما عنها وعن حلمى مع والدتها، وهو لا يزال فى عمر شهر واحد فقط أو ما يزيد قليلا».
حبيب: وجود الورم بالكتف ولم يتصل بأجزاء داخلية طمأن حلمي كثيرًا
حبيب تابع: «أجرى حلمى الجراحة وكانت شديدة الصعوبة، لكن ما عزز الأمل داخله هو أن الورم بالكتف ولم يتصل بأجزاء داخلية أو يتشعب فى مناطق لا يمكن السيطرة عليها، وبناء على كلام الأطباء تحسنت حالة حلمى النفسية، فربما بعد الاستئصال لن يعود ذلك الورم تماما، أو ربما يعود فى مكان آخر لا قدر الله، لكنه فكر فى الجانب الإيجابى، وكان يحاول أن يشد من أزر منى ويطمئنها دوما، وبعد الجراحة خرج حلمى من المستشفى وسكن فى منزل قريب من المستشفى الذى يقوم فيه بالمتابعة فى ولاية لوس أنجلوس، وهو يتحرك لكن بصعوبة شديدة، ولا يتحدث إلى أى شخص لصعوبة حالته ومعاناته من الألم، وكل معاملاته من خلال منى حيث نتصل بها من وقت لآخر للاطمئنان عليه».
أما عن حالة منى زكى فقال تامر حبيب: «منى فى حالة نفسية أسوأ مما يمكن، فهى ممزقة بين مرضها ومرض زوجها المفاجئ وبين ابنها الرضيع الذى تركته (لحمة حمرا) ويحتاج إليها فى كل لحظة».
وطالب تامر كل محبى حلمى ومنى بالدعاء لهما، فهما قد أخفيا كل شىء خوفا على مشاعر محبيهما وعائلتيهما، لكن بما أن الخبر قد تم كشفه فدعوات الملايين للزوجين قد ترفع البلاء وتبسط اللطف عليهما.
وقد سادت حالة من الجدل بين الوسط الفنى اليوم، بسبب كشف الخبر، وصدم معظم أصدقاء حلمى من الوسط الفنى ومن المقربين جدا منه، ولم يصدقوا الخبر، وظنوا أنه شائعة مغرضة، كما نفى البعض الخبر على اعتبار أنهم كانوا على اتصال بحلمى منذ وقت قريب. ومن المستحيل أن يتم إخفاء الخبر عليهم بحكم أنهم زملاء عمل، لكن حلمى قرر بعد تسريب الخبر أن يعلنه عن طريق تامر حبيب وأن يطمئن جمهوره وعائلته، وأكد أنه سيعود فى أقرب فرصة، لكنه لا يعرف متى سيعود، وكلف تامر بنقل عبارة لجمهوره: «أنا كويس وراجع لكم، بس انتو ادعوا لنا من قلبكم».
وقد كان حلمى يصور آخر أفلامه، التى عرضت فى عيد الفطر «صنع فى مصر»، وهو يعلم بأمر مرضه، لكنه رفض الإفصاح عن أى شىء حتى لأسرة الفيلم، حتى يتأكد من نجاح الجراحة والقدرة على السيطرة على الورم.
ومنذ أكتوبر الماضى، فقد حلمى التواصل مع جمهوره على مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر»، وكانت آخر تغريداته وكتاباته للتهنئة بعيد الأضحى المبارك للشعب المصرى، وعزى قبلها الفنان سليمان عيد الذى شارك معه فى بطولة عدة أفلام ناجحة، وكتب له: «البقاء لله فى الأستاذ يوسف عيد، الله يرحمه ويحسن إليه، سأفتقدك يا أستاذ يوسف وسأفتقد دمك الخفيف وروحك الحلوة، رحمك الله».
أما آخر كتاباته التى وضعها على «فيسبوك» و«تويتر» وأيضا على تطبيق «واتس اب» فكانت عبارات شديدة الألم، قال فيها: «كل إنسان يمر بفترة لا يطيق مكالمة أحد.. لا يجيب إلا بكلمة، قد ينجرح على شىء تافه حساس جدا.. عيناه تذرف الدموع فى أى وقت، فالتمسوا له عذرا حين لا ترونه بالوجه الذى تعودتم عليه، فللنفس آفاق ووديان ولعله فى واد غير واديكم، ولعل صدره يحوى ما لا يستطيع البوح به».
وكتب مؤخرا على «فيسبوك»: «حين لا ترون الإنسان بالوجه الذى تعودتم عليه فالتمسوا له عذرا، لعل صدره يحوى ما لا يستطيع البوح به». وكتب أيضا منذ يوم 28 أكتوبر: «عشت حياتى متأملا وعرفت أن للحياة جانبا آخر مظلما، وعندما اكتشفت أنى أقف فيه تألمت، ولكنى لم أيأس وازداد إصرارى على أن أظل ما تبقى من الحياة متأملا للجانب المضىء فى آلامى».
0 التعليقات:
إرسال تعليق