أين كان عندما كنت أنا محتاجًا إليه؟!
أين كان عندما كنت أنا محتاجًا إليه؟!
قفزت سالي من مكانها، عندما رأت الطبيب يخرج من غرفة العمليات. قالت: "كيف طفلي؟؟ هل سيتحسن؟ متى سأراه؟"أين كان عندما كنت أنا محتاجًا إليه؟!
قال الطبيب الجراح: "أنا آسف، لقد عملنا كل ما بوسعنا، لكن الطفل لم يستطع أن يحتمل..."
قالت سالي: "لماذا يمرض الأطفال بالسرطان؟ ألا يهتم بهم الرب بعد؟ أين كنت يا رب عندما كان طفلي محتاج إليك؟"
سألها الجراح: "هل تودين توديع طفلك بضع دقائق قبل أن يتم إرسال جثته للجامعة؟ سأطلب من الممرضة الخروج من الغرفة"
طلبت الأم من الممرضة أن تبقى معها في الغرفة بينما كانت تودع طفلها للمرة الأخيرة...
"هل تريدين خصلة من شعر ابنك كذكرى؟" سالت الممرضة، أجابت سالي بالإيجاب، فقصت الممرضة خصلة من شعرالطفل ووضعتها في كيس صغير وأعطتها للام...
قالت الأم: أنها كانت فكرة جيمي بالتبرع بجسده إلى الجامعة من اجل الدراسات، قال: أنه يمكن أن يساعد شخصًا آخر. أنا رفضت بالأول لكن جيمي قال: "أمي أنا لن استعمله بعد أن أموت، لكن يمكنه أن يساعد طفل صغير آخر في عيش يوم واحد آخر مع أمه"...
أكملت الأم حديثها قائلة: لقد كان يحمل قلبا من ذهب... دائمًا يفكر في الآخرين، دائمًا أراد مساعدة غيره إذا استطاع.
خرجت سالي من قسم الأطفال في المستشفى بعدما قضت به آخر 6 أشهر، وضعت حقيبة طفلها جيمي على الكرسي الأمامي بجانبها في السيارة، وقد ساقت السيارة نحو البيت بصعوبة بالغة.
انه كان من الصعب جدًا الدخول إلى البيت الخالي من جيمي، حملت الحقيبة والكيس الذي بداخله خصلة الشعر، ودخلت غرفة جيمي... وبدأت بترتيب ألعابه بالشكل الذي كان طفلها متعود أن يرتبها به...
ثم نامت على سريره، تقبل وسادته بحزن ودموع حتى نامت... وما هي إلا منتصف الليل حتى استيقظت ووجدت بجانبها على الوسادة رسالة...
كانت تقول الرسالة:
عزيزتي ماما، أنا اعلم انك ستفتقديني، لكن لا تعتقدي أنني سأنساك أبدًا، أو سأتوقف عن حبكِ لأني غير موجود لأقول لك: أنا احبكِ... أنا دائمًا أحبك يا أمي وسأبقى أحبك إلى الأبد.
يوما ما سنلتقي، حتى ذلك اليوم إذا كنت ترغبين بتبني طفلا حتى لا تكوني وحيدة، أنا موافق على ذلك. أنه يستطيع أن يستعمل غرفتي وألعابي، لكن إذا اخترتِ طفلة فأنها كما تعلمين لن ترضى أن تستعمل ألعابي لذلك ستضطرين لان تشتري لها ألعابًا جديدة...
لا تكوني حزينة عندما تفكرين بي...
انه مكان منظم، جدي وجدتي استقبلاني عندما أتيت ورافقاني بزيارة للمكان، لكن سيأخذ وقت طويل لزيارة جميع الأماكن هنا...
الملائكة لطفاء جدًا، أحب أن أراهم يطيرون، هل تعلمين أيضًا، يسوع لا يشبه أيًا من صوره التي عندنا، لقد رأيته، علمت انه هو...
هل تعلمين يا أمي؟ لقد جلست في حضن الله الأب، وتحدثت معه، كأنني شخص مهم. هذا عندما أخبرته أنني أريد أن أرسل لك رسالة أودعك بها وأخبرك كل شيء، لكني علمت أن هذا كان ممنوع.
حسنا، هل تعلمين يا أمي أن الله أعطاني بعض الأوراق والقلم حتى اكتب لك هذه الرسالة؟ أعتقد أن الملاك الذي سوف ينقل هذه الرسالة لك اسمه جبرائيل...
الرب طلب مني أن أجيبك على أحد الأسئلة التي سألتيه إياها:
أين كان عندما كنت أنا محتاج إليه؟
قال الرب انه كان في نفس المكان معي، مثلما كان مع الرب يسوع وهو على الصليب، انه كان هناك مثلما يكون مع أبنائه دائمًا.
على فكرة يا أمي، لا أحد يستطيع قراءة هذه الرسالة غيرك، لأي شخص سواك أنها مجرد ورقة بيضاء. أليس ذلك لطيفا؟
يجب أن أعيد القلم للرب لأنه يريد أن يضيف بعض الأسماء في سفر الحياة، الليلة أنا سأتعشى مع يسوع.
أنا متأكد أن الطعام سيكون لذيذا...
آه... لقد نسيت أن أخبرك أنني لا أتألم أبدًا، شفيت من السرطان، أنا سعيد، لأني لم استطع أن احتمل الألم أكثر من ذلك والرب أيضًا لم يحتمل أن يراني متألمًا أكثر. لذلك أرسل ملاك الرحمة ليأخذني. قال الملاك أنني كنت بريدًا مستعجلًا.. ما رأيك في هذا؟؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق