أنواع الحب
هنـاك ثلاث أنواع من الحب يجب أن نوضح كل واحد منها حتى نفرق بين المحبة المسيحية الحقيقية والمحبة الزائفة
النوع الأول
ويسمى أيروس أو العشق ..
وهذا النوع هو الحب الجسدي , الحب الذاتي المتمركز حول الأنا ...
وهو عشق للذات وتثبيت لمرحلة الطفولة.
ولكن هذا النوع ليس حباً وإنما هو عبودية....
و الإنسان عندما يقع في عبودية حبه لنفسه فأنه يسجنها ويفقدها معنى الحب وفاعليته...
والحب الأيروسي صوره ناقصة من صور الحب..
انه دائرة مغلقه كل من يحبس نفسه فيها يصير سجيناً...
ويتوهم انه قادر على الانطلاق ولكنه حبيس لا يرى نور الحرية لأنه يعيش في قبر الذات..
إن الحب الحقيقي لا يكتمل إلا في الآخر .
والآخر هو الذي يقضي على العزلة وينتزع النفس من الأنانية المرة...
وإذا أحب العاشق فأنه يحب نفسه في الآخر انه لا يحب الآخر كما هو.
إن العشق هنا تمركز ذاتي , ذلك لأن العاشق يتصور نفسه مركز الدائرة ويريد أن يدور الآخر في فلكه...
هده هي طبيعة الجسد....يعشق ولا يحب , يشتهي ولا يبذل...يتلذذ... ولا يرضى بجراح المسئولية والالتزام...
النوع الثاني
التجاوب العاطفي0000
ليس التعاطف مجرد مشاركة وجدانية في الألم والسرور فحسب بل هو أيضا وظيفة حيوية هامة تشعرني بأن ثمة تساوياً في القيمة بين ذاتي و ذات الآخرين....
من حيث هم موجودات بشرية أو كائنات حية... ولكن الأمر الذي يجب أن نسير إليه هو أن المشاركة الوجدانية و التعاطف ليس نفاذاً مطلقاً أو اختراقاً تاماً لشخصيه الأخر ...
ليس من شأن التجاوب العاطفي أن يصهر الذوات في بوتقة واحدة أو أن يذيب الفوارق الفردية القائمة بين الشخصيات... لا بد أن نفهم أن التعاطف مجرد مشاركة وجدانية تعترض الانفصال بين الذوات...
وتظل محتفظة بتلك المسافة أو ذلك البعد الذي يفصل بين الشخصيات...ويعطي كثير من العلماء أهمية للوظيفة الأخلاقية للتعاطف ويرون فيها بداية الطريق إلى محبة القريب .
والحقيقة أن التجاوب العاطفي و المشاركة الإنسانية مستواها أرقى كثيراً من العشق الأيروسي ...
ولكنها ( من المنطلق المسيحي) مشاعر إنسانية أرضية نابعة من طبيعة الجسد...
وكل ما ينبع من الجسد – مهما كان رقيه – فهو في نظر الإنجيل موت...
لأن الذين يسلكون حسب الجسد يموتون.
النوع الثالث
المحبة ( أغابيه)
لقد رسم الكتاب المقدس الحب في النموذج الذي قدمه الأب السماوي
عندما أحبنا فبذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به
و أوضحه الابن على الصليب لأجل خلاص الكنيسة
فكما أحب المسيح الكنيسة حباً قائماً على البذل الحقيقي على مستوى الموت,
فأن المسيحي لا يكون له حب حقيقي صادق طاهر إلا على هذا المستوى وبمثل هذه النوعية ( البذل)
على ذلك فليس حب صادق إلا من خلال المسيح وبعمل الروح القدس وحده ...
" لأن المحبة قد انسكبت فينا بالروح القدس "
فالمحبة المسيحية الحقيقية ما هي إلا حضور الرب يسوع في قلب المؤمن
لأن يسوع وحده هو المحبة...
...وإن لم يكن يسوع هو مصدر هذه المحبة
...وإن لم يكن الروح القدس هو ينبوعها
فهي محبة ذاتية بشرية أرضية غير مرضية أمام الأب السماوي
مهما كانت صورها الخلقية غاية في الرق الإنساني....
و إذا كان ما يميز الأيروس هو التمركز حول الذات...
فأن ما يميز الأغابيه هو التمركز حول الله ...
فالأيروس ينشد متعة الذات.....,
في حين أن الأغابيه تهب نفسها للآخرين.....
0 التعليقات:
إرسال تعليق