اليوم عشيه عيد نياحه القديسه ايلاريا (الراهب ايلارى )
القديسة البارة إيلارية ابنة الملك زينون الذي كان أرثوذكسيا محبا للكنيسة .
القديسة البارة إيلارية ابنة الملك زينون الذي كان أرثوذكسيا محبا للكنيسة .
ولم يرزق سوي إيلارية وأختا لها اسمها ثاؤبستا ،
فهذبهما أبوهما وعلمهما أصول الدين القويم .
ونشأت إيلارية علي حب الوحدة وخطر علي بالها فكر الرهبنة ولباس الإسكيم .
فخرجت من بلاط أبيها وتزينت بزي الرجال وأتت إلى ديار مصر حيث كان عمرها وقتئذ ثماني عشرة سنة .
ومن هناك قصدت برية القديس مقاريوس ،
وقابلت رجلا قديسا اسمه الانبا بمويه وعرضت عليه رغبتها في الرهبنة،
وترهبت باسم الراهب إيلاري .
وبعد ثلاث سنين عرف القديس الانبا بمويه أنها إيلارية ابنة الملك زينون ،
فكتم أمرها وجعلها في مغارة وكان يفتقدها من حين لأخر، حيث أقامت خمس عشرة سنة .
وإذ لم تظهر لها لحية ،
ظن الشيوخ انها خصي فكانوا يدعونها " إيلاري الخصي " .
أما أختها ثاؤبستا فقد اعتراها شيطان رديء ،
وانفق عليها والدها مالا كثيرا دون جدوي.
وأخيرا أيشار عليه رجال بلاطه ان يرسلها إلى شيوخ شيهيت ،
لان صيت قداساهم كان قد بلغ كل البلاد الرومانية .
فأرسلها مع أحد عظماء المملكة ترافقه حاشية من الجند والخدم ،
وسلمه كتابا إلى شيوخ البرية يبثهم آلمه ،
ويذكر لها ان الله تعالي قد رزقه ابنتين ،
واحدة خرجت ولم تعد ولا يعلم مكانها ولا أخبارها ،
والأخرى قد اعتراها شيطان رديء يعذبها دواما .
وكان يتمني ان يكون له بها عزاء عن أختها ،
ويسألهم الصلاة عليها ليشفيها الرب مما قد ألم بها .
فلما وصلت الأميرة بحاشيتها برية شيهيت وقرا الشيوخ كتاب الملك ،
وصلوا عليها أياما كثيرة فلم تبرا .
وأخيرا قرر رأي الأباء ان يأخذها القديس إيلاري الخصي " إيلارية أختها "
ويصلي عليها فامتنع .
ولكن الشيوخ ألزموه فأخذها ، وقد عرفت القديسة انها أختها وأما هي فلم تعرفها .
فكانت إيلارية تعانق أختها وتقبلها وتخرج فتبكي كثيرا .
وبعد ايام قليلة برئت أختها من مرضها فأخذها القديس إلى الشيوخ
وقال لهم : بصلواتكم أيها الآباء قد وهبها الله الشفاء .
فأعادوها إلى والدها بسلام .
فلما وصلت إليه فرح مع كل أهل القصر لعودتها اليهم سالمة ،
وشكروا السيد المسيح كثيرا وبعد ذلك سألها :
كيف كان حالها في برية شيهيت ؟
فقالت : ان القديس إيلاري الذي شفاها ،
ثم حكت له القصة كاملة ، فساورته الشكوك في ذلك الراهب ،
وأرسل إلى الشيوخ يطلب إرسال القديس إيلاري الذي أبرا ابنته لينال بركته .
ولما أمره الشيوخ بالذهاب إليه بكي بكاء حارا أمام الشيوخ متوسلا إليهم ان يعفوه من الذهاب .
فقالوا له هذا ملك بار محب للكنيسة المقدسة ،
والواجب يحتم عدم مخالفته كما أوصتنا الكتب .
وبعد جهد ذهب إلى الملك فسلم عليه هو ومن معه .
ثم اختلي الملك والملكة به وقالا :
كيف كنت أيها القديس تعانق الأميرة ؟
فقال لهما الراهب احضروا لي الإنجيل وتعهدا لي أنكما لا تحولا دون عودتي إلى البرية إذا أجبتكما إلى طلبكما .
فاحضرا له الإنجيل وتعهدا له كما أراد ،
فأجابهما إلى طلبهما ، وعرفهما بنفسه قائلا :
انا " ابنتكما أيلارية " ،
ثم روت لهما حالها من يوم خروجها إلى تلك اللحظة ،
فعلا صوت والديها بالبكاء ، وحدث هرج كثير في القصر ،
ومكثت ثلاثة اشهر ، ثم أرادت العودة إلى حيث كانت ،
فلم يطلقاها إلا بعد ان ذكرتهما بالعهد الذي قطعاه لها .
وكتب الملك إلى والي مصر يأمر ان يرسل إلى البرية كل عام مائة إردب قمح
وستمائة قسط زيت وكل ما يحتاج إليه رهبان الدير .
وقد اهتم الملك ببناء القلالي كما بني قصرا بديعا بدير القديس مقاريوس .
ومنذ ذلك الحين ازداد عدد الرهبان في تلك البرية .
أما القديسة إيلارية فقد أقامت بعد عودتها من عند أبيها إلى البرية خمس سنوات ،
ثم تنيحت بسلام ،
ولم يعلم أحد انها كانت فتاة إلا بعد نياحتها .
صلاتها تكون معنا امين .
0 التعليقات:
إرسال تعليق