Subscribe:

شارك علي مواقع التواصل الاجتماعي

الأربعاء، 21 مايو 2014

شاهد ماذا كتبت الرائعه فاطمة ناعوت بعد نتائج الانتخابات بالخارج وثق انك ستنزل وتنتخب بعد قراءة المقال

شاهد ماذا كتبت فاطمة ناعوت بعد نتائج الانتخابات بالخارج
2014-05-21 21:42:35 



christian-dogma.com

المصريون بالخارج.. والمقاطعون 

كل زياراتى لدول العالم، بقارّاته الست، أجتهدُ دائماً أن ألتقى جالياتنا المصرية هناك؛ لسببين، أولاً: لأننى من الضِّعاف غير القادرين على تحمُّل فراق أرضهم منبت جذورهم، أكثر من أيام قليلة، أستسلمُ بعدها لوجع التوق للوطن Home-Sickness. ولا علاج لهذا إلا مصافحة وجوه مصرية. 

وثانياً: لكى أختبر مأثوراً فلكلورياً شهيراً يقول: «البعيد عن العين بعيد عن القلب». والحق أقول، لم يصمد هذا المأثورُ أبداً أمام أطفال مصر المنثورين فى أرض الله الواسعة. بل اكتشفت العكس: «البعيد عن العين أقربُ للقلب، وأشدُّ مساً للوجع». أمرٌ مدهش أن تجد مصريّاً مهجريّاً، اختار أن يطير خارج مصر ويكمل بقية عمره هناك، وارتضى أن يحمل «باسبور» غير الباسبور المصرىّ، وأن يشبَّ أطفالُه فى عشٍّ بعيد عن شجرة مصر، ويتكلموا بلسان غير لسانها، ثم تجده مهموماً بمشاكل مصر، ومتابعاً لأدق تفاصيلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ربما أكثر من بعض من يعيشون فى مصر ولا يعرفون بلداً سواه، ولم تطأ أقدامُهم أرضاً سوى أرضها، ولا مسّت أجنحتُهم سماءً غير سمائها! لماذا يعبأ مهاجرٌ بمشاكل أرض هجرها وربما لن يعود إليها أبداً؟ فكرتُ طويلاً فى سبب تلك الظاهرة؛ وارتحتُ إلى تفسيرى الخاص. المصرى المهاجر يحملُ فى قلبه لونين مختلفين من المشاعر تجاه مصر، الأول: حبّه الطبيعى الفطرى لوطنه، مثل حبّ أى إنسان فى الوجود لوطنه، دون قيد أو شرط. وهو غريزة ميتافيزيقية لا إرادية، وربما غير منطقية أيضاً؛ حين نحبّ بلادنا مهما كانت فقيرة وفوضوية، ومهما قستْ علينا وأرهقتنا بالعوز والجهل والمرض والفساد! اللون الثانى من المشاعر هو إحساس ذاك المهاجر بشىء من الشعور بالذنب؛ إذ ترك أمّه (وطنه) العجوز الفقيرة، ليبحث عن أمّ أكثر جمالاً وشباباً ونظاماً وثراءً. شعورٌ بوجع الضمير حينما يذهب إلى عمله فى سيارة حديثة تسير فى طرق نظيفة، يحكمها نظام مرور محترم، فيصل إلى عمله فى خمس دقائق، بينما يتذكر أشقاءه (مواطنيه) الذين «يتشعبطون» الآن فى أوتوبيس قذر يكاد ينفجر ازدحاماً لافظاً مَن به ليلقوا حتفهم على وهاد طرقات «مدغدغة»، فيصل إلى عمله فى ساعتين، وقد تمزّق بنطاله وتلوث قميصه، ثم يجلس إلى مكتب بشع، ويفتح الدرج، ليتلقى جنيهات نحيلة حراماً؛ دونها يموت جوعاً. لهذا، لم أندهش من هدير أشقائنا فى الخارج على صناديق الانتخابات على هذا النحو المدهش وهم يحملون أعلام مصر. إنما يريدون لأشقائهم أن يذوقوا الرغد الذى عرفوه فى دول الغرب، فيتخلصوا من المرارة التى تملأ قلوبهم على أمهم مصر المأزومة بحكّامها وحكوماتها منذ عقود طوال. وأما السادة «المقاطعون»، الذين يودون إفساد هذه اللحظة التاريخية التى تحاول مصرُ أن تنجو بها من الويل، فلا أصدقهم. المقاطعة حيلة إخوانية نثر سمومَها الإرهابيون لكى يتكاسل المصريون الشرفاء عن الانتخاب. لكنهم، الإخوان، سوف ينزلون ويصوتون لمن يراهنون على أن يعيدهم للحياة السياسية التى حُرموا منها بغبائهم وانعدام وطنيتهم وإرهابهم. فى هذا المقال، أخاطبُ ابنى «مازن» ورفاقه ممن صدّقوا شائعاتٍ ساذجات أطلقها الإخوان وفلولهم لكى يدمروا مصر. الدولة العسكرية لن تعود، كما يوهمونكم، بل سنجرب «الانضباط» الذى سقطت مصرُ بسبب غيابه. سيعود «العمل»، الذى غاب عن منظومتنا عقوداً؛ فغدونا شعباً كسولاً يعمل ٢٧ دقيقة فى اليوم، بدلاً من ثمانى ساعات، حتى غرقنا فى التضخم والاستهلاك، بدل الإنتاج والتقدم. ستعود «السيادة» لمصر، بعد عهود عشناها تابعين لمن يمنّ علينا بقوت يومنا. ستعودُ «دولة القانون» بعدما غرقنا فى دولة الفساد والمحسوبية أجيالاً وعقوداً. أقول لمن ينوى المقاطعة: لا تصدق أن الإخوان سيقاطعون، بل سينزلون ليعطلوا الناخبين. فلا تعطهم فرصة لتدمير مصر. انزلْ وانتخبْ لتفخر أنك أحدُ صنّاع مصر الجديدة، أو قاطعْ، إن شئتَ، لتخجل من نفسك، حين نبنى نحن، وتهدم أنت. وتحيا مصر.

الوطن

0 التعليقات:

إرسال تعليق