الفجر تكشف لُغز عدم مقتل المسيحيين أثناء حرق 80 كنيسة
جرجس صفوت
من الجائز أن تملئك الكراهية وتتمنى لعدوك الشر , وقد يتطور الأمر إلى ان يصل لحد الإنتقام , وقد تجبرك الكراهية على فعل أي شئ مهما كان وقد يصل إلى قتله وتشريد أهل بيته وسلب ونهب ممتلكاته .
لكننا لم نسمع من قبل عن من يقتل أبناءه ويحرق مكان إلتقاءه بالله , ويخرب ممتلكاته ومنزله ومنزل أقرباءه ليثبت أن عدوه هو الأسوء.
تداعى مؤخراً بعض أنصار الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية المعزول وجماعة الإخوان المسلمين , أن الأقباط هم الذين أحرقوا كنائسهم ومنازلهم وقتلوا أبناءهم بأيديهم لإثبات أن الإخوان إرهابيين , متسائيلن "لما لم يمت أحد من الأقباط خلال تلك الإعتداءات؟".
وقال المستشار "رمسيس النجار" , محامي الكنيسة , أن الأقباط سبق وأن ظهرت وطنيتهم في أكثر من موقف , فالأقباط شاركوا وبقوة في مظاهرات 30 يونيو , مشيراً إلى أن الحديث عن حرق الأقباط لكنائسهم هو كلام لا يُمكن بأي شكل من الأشكال أن يتقبله عقل.
وأضاف النجار , أن تم سقوط ضحايا من الأقباط في كرداسة و عين شمس والمنيا وبني سويف , مشيراً إلى أنه من الطبيعي أن يحذر الأقباط من دعوات التهديد العديدة التي جاءتهم وأُرسلت إلى كنائسهم , وبناء على ذلك لم ينزل الأقباط إلى الكنائس في وقت تلك الإعتداءات وتركوا المعتدين يهدمون الكنائس حفاظاً على الدماء المصرية.
ومن جانبها أكدت الدكتورة عايدة نصيف , أستاذ الفلسفة السياسية وعضو اللجنة العُليا لحزب المصريين الأحرار , أن الدكتور محمد البلتاجي والدكتور صفوت حجازي وقيادات جماعة الإخوان المسلمين كثيراً ما هددوا الأقباط علنياً من أعلى منصة إعتصام رابعة العدوية , وكان من الطبيعي جداً ان يخشى الأقباط ويفضل الحيطة والحذر خشية من إراقة الدماء.
وأوضحت نصيف أن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية , كان سبق وقال أن المباني ليست أهم من الأرواح , المباني والطوب والجدران فداء لمصر.
وأشارت نصيف إلى أن الهدف من تلك الإعتداءات هو نصب فخ للأقباط , حتى تكبر الفتنة و يستقوى الأقباط بالإتحاد الأوروبي والجهات الخارجية , إلا أن هذا لم يحدث ولن يحدث.
وأوضح اكد الإكليريكيين – رفض ذكر إسمه – أن الشباب القبطي قام بحملة كبيرة لمنع الأخوة المسلمين من حماية الكنائس عبر مواقع التواصل الإجتماعي فيس بوك وتويتر كان مفاداها :"أخى المسلم متنزلش تحمي الكنيسة لان الجدران تتعوض أما أنت مش هتتعوض" , مشيراً إلى أن المسلم والمسيحي كان يحتمي بمنزله في تلك الاوقات لأن الأحوال لم تكن مستقرة بالبلاد وليس المسيحيين فقط , الكل كان يخشى إرهاب أنصار المعزول.
وأوضح أن من ضمن تلك الكنائس التي حُرقت كنائس أثرية يرجع تاريخها غلى القرون الأولى مثل كنائس المنيا والفيوم , فكيف يحرق المسيحيين تراثهم وحضاراتهم وتاريخهم , إن كانت الكنائس هتعوض إنما الآثار لن تعوض أبداً.
بوابة الفجر الاليكترونية
0 التعليقات:
إرسال تعليق